إذا شعرت بألم مفاجئ في ركبتك بعد حركة خاطئة أو التواء غير متوقّع، فقد يكون السبب تمزق الغضروف الهلالي، وهو إحدى إصابات الركبة شيوعًا التي قد تبدو بسيطة في ظاهرها، لكنها تحمل درجات متعددة تختلف في خطورتها وعلاجها.
ويعد فهم درجات تمزق الغضروف الهلالي خطوة أساسية لتحديد المسار العلاجي الصحيح، وتجنّب المضاعفات التي قد تؤدي إلى تآكل المفصل أو حتى الجراحة غير الضرورية.
في هذا المقال، نأخذك في رحلة طبية مبسطة لفهم هذه الدرجات ومتى تحتاج إلى التدخل العلاجي الفوري.
ما درجات تمزق الغضروف الهلالي؟
تنقسم درجات تمزق الغضروف الهلالي إلى ثلاث فئات رئيسية حسب شدة التمزق ومدى اختراقه للنسيج الغضروفي:
الدرجة الأولى
تمزق خفيف داخل نسيج الغضروف لا يصل إلى سطحه وغالبًا ما يكون غير مؤلم و يشعر المريض بانزعاج بسيط فقط، ويُكتشف صدفة خلال التصوير بالرنين المغناطيسي.
الدرجة الثانية
تمزق متوسط داخل الغضروف مع تغيّرات ملحوظة دون وصول الشق إلى الخارج وتظهر الأعراض بصورة معتدلة، مثل ألم خلال النشاط البدني أو ثني الركبة.
الدرجة الثالثة
تمزق كامل يخترق سطح الغضروف ويصل إلى الحافة الخارجية وغالبًا ما يُسبب ألمًا حادًا وتورمًا وقد يؤدي إلى عدم القدرة على فرد الركبة بالكامل، ويُصنف هذا النوع على أنه الأكثر تعقيدًا ويتطلب غالبًا تدخلًا جراحيًا.
تعرف علي : أفضل تمارين لعلاج قطع غضروف الركبة وكيفية ممارستها
كيف أعرف درجة قطع الغضروف؟
يُحدد الطبيب درجة تمزق الغضروف الهلالي بناءً على الفحص السريري ونتائج التصوير بالرنين المغناطيسي، ورغم أهمية الفحص السريري في إعطاء مؤشرات مبدئية على وجود التمزق، لا يمكن الاعتماد عليه وحده لتحديد درجة القطع بدقة، نظرًا لأن بعض التمزقات قد لا تُظهر أعراضًا واضحة أو تتشابه أعراضها مع مشكلات أخرى في الركبة.
لذلك، يُعد التصوير بالرنين المغناطيسي الأداة التشخيصية الأكثر دقة، لأنه يوفر معلومات تفصيلية عن مكان التمزق وشكله وعمقه وامتداده داخل الغضروف.
سبل علاج تمزق الغضروف الهلالي
يُعد الوصول إلى علاج نهائي لتمزق الغضروف الهلالي هدفًا أساسيًا لكل من يعاني هذه الإصابة، وتختلف الخطة العلاجية باختلاف درجة التمزق ومدى تأثيره في حركة الركبة، فيما يلي أبرز خيارات العلاج المتاحة:
العلاج التحفظي
يُستخدم في حالات الدرجة الأولى والثانية من التمزق، خاصة إذا كانت الأعراض بسيطة ولا تعيق النشاط اليومي، ويهدف العلاج التحفظي إلى تخفيف الألم ودعم الشفاء الطبيعي للغضروف من خلال:
- الراحة وتجنب الأنشطة المجهدة.
- استخدام كمادات الثلج لتقليل التورم.
- أداء تمارين العلاج الطبيعي لتقوية عضلات الركبة وتحسين استقرارها.
- تناول مضادات الالتهاب غير الستيرويدية لتخفيف الألم والالتهاب.
العلاج الجراحي
يُوصى بالخضوع إلى عملية الغضروف الهلالي في حالات تمزق الغضروف الهلالي من الدرجة الثالثة، أوعندما يفشل العلاج التحفظي في تحقيق التحسن المطلوب، وتختلف تقنيات هذه العملية حسب موقع التمزق وطبيعته وتشمل:
- خياطة الغضروف الهلالي: تُستخدم عندما يكون التمزق في جزء من الغضروف يتمتع بتروية دموية جيدة، ما يدعم فرصة الشفاء الطبيعي.
- الاستئصال الجزئي للغضروف التالف: يلجأ إليه الطبيب إذا كان التمزق غير قابل للإصلاح، ويُزال فيه الجزء الممزق فقط مع الحفاظ على أكبر قدر ممكن من الغضروف السليم.
وهنا يبرز تساؤل مهم لدى كثير من المصابين: هل يلتئم تمزق الغضروف الهلالي من الدرجة الثالثة؟
يعتمد الأمر على طبيعة التمزق وموقعه، فبعض الحالات يمكن إصلاحه بنجاح، مع الخضوع لبرامج التأهيل بعد الجراحة لضمان التعافي الكامل واستعادة الأداء الحركي الطبيعي للركبة.
اقرأ المزيد عن: علاج تمزق الغضروف الهلالي
الأسئلة الشائعة
يطرح المصابون بتمزق الغضروف الهلالي العديد من الأسئلة حول حالتهم والعلاج المناسب، خاصة مع تباين الأعراض وسبل العلاج حسب درجة التمزق:
هل يلتئم تمزق الغضروف الهلالي من الدرجة الثانية؟
قد يلتئم تمزق الغضروف الهلالي من الدرجة الثانية دون جراحة، خصوصًا إذا كان صغيرًا أو في منطقة بها تروية دموية مناسبة، لذلك يُنصح بالعلاج التحفظي مثل الراحة والتمارين العلاجية والكمادات الباردة مع المتابعة الطبية المستمرة.
ما هي درجات تمزق الغضروف الهلالي؟
تنقسم درجات التمزق إلى ثلاث مراحل:
- الدرجة الأولى: تمزق خفيف داخل الغضروف، لا يصل للسطح.
- الدرجة الثانية: تمزق أعمق لكن لا يزال غير نافذ.
- الدرجة الثالثة: تمزق كامل يصل إلى سطح الغضروف، وغالبًا ما يتطلب تدخلًا جراحيًا.
هل المشي مضر لتمزق الغضروف الهلالي؟
يعتمد ذلك على شدة التمزق، يكون المشي في الحالات الخفيفة مفيدًا كجزء من العلاج الطبيعي، أما في الحالات الأكثر شدة خصوصًا مع وجود ألم أو تورم، فقد يُنصح بتقليل النشاط وتجنب الضغط الزائد على الركبة لتفادي تفاقم الإصابة.
هل عملية قطع الغضروف الهلالي خطيرة؟
تُعد عملية الغضروف الهلالي إجراءً آمنًا وشائعًا وتُجرى عادةً بالمنظار، ما يقلل من نسبة المضاعفات والمدة المطلوبة للتعافي، لكنها كأي تدخل جراحي، لا تخلو تمامًا من المخاطر مثل العدوى أو النزيف أو تصلب الركبة بعد العملية، لكنها نادرة وتُدار بسهولة عند حدوثها.
في النهاية، يبقى تشخيص ومعرفة درجات تمزق الغضروف الهلالي أمرًا ضروريًا لتحديد العلاج المناسب وتفادي المضاعفات، سواء كان الحل تحفظيًا أو جراحيًا.
وللحصول على تقييم دقيق لحالة الركبة وخطة علاج تناسب درجة تمزق الغضروف الهلالي لديك، يُسعدنا استقبالكم في “غربية كلينيك“، حيث يُشرف على الكشف نخبة من أفضل أطباء جراحة العظام والمفاصل في مصر. يمكنكم حجز موعد بسهولة عبر الأرقام المتاحة على موقعنا الإلكتروني.
اقرأ أيضا: عملية غضروف الركبة بالمنظار