هل يمكن تقليل مدة التئام عظمة الساق؟

يشعر مريض كسور الساق بالاستياء لما يمر به من أيامٍ صعبة يفقد فيها القدرة على القيام بأبسط الأنشطة اليومية دون أن يستند على عكازٍ أو يساعده أحد، وما يزيده استياءًا هو اضطراره للانتظار حتى تنتهى فترة التعافي ويلتئم الكسر.

لذا يبحث عن أي وسيلة تمكنه من تعزيز قدرة جسمه على التعافي أملًا في العودة إلى حياته الطبيعية في أسرع وقت، فهل حقًا يمكن تقليل مدة التئام عظمة الساق؟ هذا ما نسلط عليه الضوء في مقالنا اليوم.

ما هي مدة التئام عظمة الساق؟

تلتئم الكسور البسيطة في الساق عادةً في غضون 6-8 أسابيع، بينما يستغرق التئام الكسور الأكثر تعقيدًا مدة أطول، فنجدها تتراوح ما بين 3-6 أشهر أو أكثر.

خلال كل تلك المدة، كيف تلتئم عظمة الساق؟

قد يرى البعض أن مدة التئام عظمة الساق طويلة، ومن ثم نوضح أن نسيج العظام يمر بعدة مراحل متداخلة حتى يلتئم بعد الكسر، هي:

  1. مرحلة الالتهاب

يمكننا تشبيه ما يجري في هذه المرحلة بما تفعله قوات الدعم السريع في حالات الطوارئ، إذ يتكاتف جهازين في الجسم لبدء عملية الالتئام سريعًا، هما: 

  • الجهاز المناعي: يرسل عددًا من الخلايا المناعية المتخصصة إلى منطقة الكسر لتلتهم شظايا العظم، وتقضي على أي جراثيم يمكنها أن تُزيد الأمر سوءًا.
  • الجهاز الدوري: وهو المسؤول عن إيقاف نزيف الأوعية الدموية الممزقة جراء الكسر عن طريق تكوين ورم دموي (Hematoma)، الذي يتجلط ليشكل موضع بداية عملية الالتئام.

وتتراوح مدة هذه المرحلة ما بين عدة أيام وأسبوع تظهر خلالها بعض العلامات المميزة، وهي:

  • الاحمرار.
  • التورم.
  • ارتفاع درجة الحرارة.
  1. مرحلة الترميم

تبدأ هذه المرحلة بعد مرور 4-21 يومًا على الكسر بالتزامن مع المرحلة الأولى، وتنطوي على:

  • تجمع نوع من الخلايا العظمية اللينة (soft callus) على طرفي الكسر ثم تأخذ في النمو لترميمه، لذا توضع الساق في الجبيرة حفاظًا على الشكل السليم للعظمة.
  • انتقال الكولاجين إلى منطقة الكسر ليحل محل الجلطة الدموية تدريجيًا، ويعيد تأهيل الأوعية الدموية.
  1. مرحلة إعادة الهيكلة أو البناء

وفيها تحل الخلايا العظمية الصلبة (Hard callus) محل اللينة، لتبدأ مهمة نوعين جديدين من الخلايا، هما:

  • بانيات العظام (osteoblast) التي تزود النسيج الجديد بالأملاح المعدنية لتزيده صلابة.
  • كاسرات العظام (osteoclast) التي تُعيد تشكيل العظمة من جديد لتستعيد شكلها قبل الكسر.

تبدأ هذه المرحلة بعد أسبوعين تقريبًا من الكسر، وتستغرق نحو 6 أسابيع حتى تمام الالتئام.

هل يمكن تقليل مدة التئام عظمة الساق؟

في الحقيقة ترتبط مدة التئام عظمة الساق ارتباطًا مباشرًا بعدة عوامل، من أهمها:

  • مكان الكسر ونوعه، فالكسر قد يصيب إحدى أو كل عظام الساق الثلاث: الفخذ أو القصبة أو الشظية.
  • سبب الكسر، إذ تتباين مدة الالتئام بين الكسر الناجم عن حادث وذي النوع الإجهادي.
  • طريقة علاج الكسر، وتختلف تبعًا لكل حالة.
  • عمر المريض، فكلما كان صغير السن التئم الكسر أسرع.
  • حالة المريض الصحية بصورة عامة، إذ إن الإصابة بالأمراض المزمنة -مثل السكري- تؤثر في الالتئام بالسلب.

إذًا، لا يمكن تقليل مدة التئام عظمة الساق بالمعنى الحرفي، فلا تنخفض مدة التعافي من 8 أسابيع إلى أسبوع فقط، لكن المقصود هو تعزيز قدرة الجسم على التعافي وتسريع مراحل الالتئام للانطلاق في الحياة مرة أخرى بصورة طبيعية. 

اجبُر كسرك!

نعم عزيزنا القارئ، يمكنك أن تساعد نفسك في تسريع مدة التئام عظمة الساق بعد تعرضها للكسر باتباع عدد من النصائح والتوصيات، من أبرزها:

  • تجنب الإجهاد، والالتزام بكافة تعليمات الطبيب بما فيها:
  • تناول الأدوية الموصوفة بانتظام دون تهاون.
  • الحرص على تنفيذ خطة العلاج من حيث المدة اللازمة للراحة، ومتى يمكنك أن تستعمل العكازات، وغيرها من الاحتياطات وفقًا لما تتطلبه كل حالة.
  • اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن غني بالعناصر الهامة التي تعزز الشفاء، مثل الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة المعروفة باحتوائها على:
  • الفيتامينات، مثل فيتامين D.
  • المعادن، مثل الكالسيوم والماغنيسيوم والفسفور والزنك.
  •  مضادات الأكسدة، مثل فيتامين (C) و(E) والبيتاكاروتين.
  • الإقلاع عن التدخين -خلال فترة التعافي على الأقل- لما له من تأثير سلبي في كمية الدم المتدفقة إلى موضع الكسر، ما يؤخر عملية الالتئام.

العلاج الطبيعي، لمسة أخيرة لتسريع الشفاء 

إن دور العلاج الطبيعي في رحلة التعافي من الكسور لا يقل أهمية أبدًا عن وسائل التعافي التقليدية، التي تتضمن الجبيرة أو التدخل جراحي لتثبيت عظام الساق.

ويكمن دور العلاج الطبيعي في تسريع مدة التئام عظمة الساق فيما يلي:

  • الحفاظ على قوة العضلات المُحيطة بالكسر، وتحفيزها على تحمّل وزن الجسم دون الخوف من أي مضاعفات.
  • القدرة على تحريك المفاصل بمرونة دون ألم.
  • إعادة تأهيلك بصورة كاملة إذا كنت رياضيًا تود استئناف نشاطك في أقرب فرصة.
  • استعادة نطاق الحركة الطبيعي للساق المكسورة، وتحريكها بطريقة صحيحة في مدة زمنية قصيرة.
  • تقليل الالتهاب والورم باستخدام تقنيات معينة، مثل الضغط والتدليك والكمادات الباردة.

وإلى هنا ينتهي حديثنا حول مدة التئام عظمة الساق، وفيه قد تعرفنا إلى كيفية تحسين قدرة الجسم على الوصول إلى تمام الشفاء. 

إذا أردت معرفة المزيد عن كسور الساق أو العظام بصفة عامة فلا تتردد في التواصل معنا من خلال رسائل الواتساب أو الاتصال تلفونيًا عبر الأرقام الموضحة على موقعنا الإلكتروني.

أقرا كذلك عن

افضل دكتور جراحة عظام في الاسكندرية

أفضل مراكز العلاج الطبيعي في مصر | عيادات غربية

أهمية اللجوء إلى افضل دكتور جراحة عظام عند إجراء تدخل جراحي

المصادر:

Tibia Fracture Healing