التهاب وتر اكيلس والركض.. ما العلاقة؟

ممارسة رياضة الركض صباحًا تُساعد على تنشيط الدورة الدموية بالجسم وخسارة الوزن الزائد، كذلك تُعزز الشعور بالنشاط والحيوية وتُحسن الحالة المزاجية.

ورُغم سهولة رياضة الركض، يجب الانتباه إلى بعض الأمور في أثناء ممارستها لتجنب الإصابات، مثل التهاب وتر اكيلس الذي يشيع حدوثه بين الرياضيين.

لماذا يؤدي الركض إلى التهاب وتر اكيلس؟ وما الإصابات الأخرى التي قد يتعرّض لها؟ وكيف يُمكن علاجها؟ نُجيب عن تلك التساؤلات خلال مقالنا التالي.

لماذا يتسبب الركض في التهاب وتر اكيلس؟

يربط وتر أكيلس أو العرقوب عضلة الساق -السمانة- بعظم الكعب، وتتمثل وظيفته في تحريك القدم لأسفل ودفعها للأمام في أثناء المشي، كذلك الوقوف على أطراف الأصابع.

ويُصاب هذا الوتر بالالتهاب في أثناء الركض نتيجة الحركة المتكررة لفترات طويلة دونَ أخذ قسط كافٍ من الراحة، أو زيادة شدة الجري فجأة.

فمثلًا، قد يكون الجسم مُعتادًا على الركض مسافة 5 كيلو مترات يوميًا، وفجأة يُقرر الشخص الركض مسافة 10 كيلو مترات بلا تدرج أو أخذ فترات كافية من الراحة، الأمر الذي يؤدي إلى إجهاد الوتر كثيرًا، ومن ثمَّ التهابه.

بماذا يشعر الفرد عند التهاب وتر اكيلس؟

يؤثر التهاب وتر اكيلس في الجزء الخلفي من الساق فوق الكعب مباشرةً، ويُسبب عديدًا من الأعراض المزعجة التي تفقد الفرد قدرته على الركض وحتى المشي، أبرزها:

  • مُعاناة ألم في الكاحل.
  • تصلب الوتر.
  • ضعف عضلة الساق.
  • تورم حول الوتر.
  • ألم في الكعب، خاصةً عند ارتداء الأحذية.

ومن المتوقع زيادة شدة هذه الأعراض في بعض الحالات، أهمها:

  • بعد ممارسة الأنشطة الرياضية، بما تتضمن القفز والركض.
  • في أثناء صعود السلالم.
  • صباحًا بعد الاستيقاظ.

ما إصابات وتر اكيلس الأخرى التي قد تحدث في أثناء الركض؟

إلى جانب الالتهاب، قد يتعرض الوتر إلى عدّة إصابات أخرى في أثناء الركض، من أكثرها انتشارًا قطع الوتر.

يحدث قطع وتر أكيلس نتيجة الحركة المفاجئة التي تزيد الضغط عليه في أثناء ممارسة بعض الرياضات، مثل التنس وكرة السلة وكرة القدم، وأحيانًا نتيجة التواء الكاحل إثر السقوط.

قد تُسهم بعض الأدوية أيضًا في ضعف الوتر وجعله أكثر عرضةً للتمزق، منها المضادات الحيوية وحُقن الستيرويد التي تستخدم لعلاج الالتهاب حيثُ موضع الوتر.

لا تدع التهاب وتر اكيلس ينغص عليك رياضتك المفضلة واتبع هذه العلاجات

تُسهم العلاجات التحفظية بنسبة كبيرة في تخفيف أعراض التهاب وتر اكيلس وتحسين القدرة على الركض، منها:

الراحة

أخذ فترات كافية من الراحة يساعد على التخلص من التهاب الوتر، لذا ينبغي للفرد تجنب الأنشطة المجهدة، بما في ذلك المشي.

هل المشي يزيد من التهاب وتر العرقوب؟

يؤدي المشي إلى تفاقم التهاب وتر اكيلس مثل الركض إذا زاد الفرد مسافات المشي دون تدريج، إذ يُسبب ذلك إجهاد الوتر والتهابه.

إلى جانب الراحة، يُوصى باتباع النصائح التالية:

  • تطبيق كمادات الثلج على الوتر مدة 20 دقيقة عدة مرات يوميًا.
  • رفع القدمين لأعلى على وسادة بحيث تكون فوق مستوى القلب؛ لتقليل التورم.

الأدوية

تناول بعض الأدوية يُخفف التهاب وتر اكيلس ويمنع تفاقمه، منها مسكنات الألم ومضادات الالتهابات غير الستيرويدية.

ورُغم فعّالية تلك الأدوية، لا يُنصح بتناولها لأكثر من شهر ومن الأفضل استشارة الطبيب قبل استخدامها.

العلاج الطبيعي

ممارسة تمارين لعلاج التهاب وتر اكيلس تحت إشراف اختصاصي العلاج الطبيعي تسهم في التخلص من هذه المشكلة وتقوية عضلات الساقين، ومن أبرز تلك التمارين:

  • تمارين التمدد.
  • تمارين اليوجا.
  • التدليك.

أهم النصائح حتى تحمي نفسك من التهاب وتر اكيلس

يُمكن الوقاية من التهاب وتر اكيلس عبر اتباع بعض النصائح، أهمها:

  • زيادة مستوى الركض أو المشي ومدته تدريجيًا.
  • ارتداء أحذية رياضية مناسبة تدعم الكعب وتُقلل الضغط على وتر العرقوب.
  • ممارسة تمارين التمدد يوميًا قبل الركض وبعده؛ لتعزيز مرونة الوتر.
  • التوقف عن الجري وأخذ مدة كافية من الراحة عند الشعور بألم في الوتر.

الأسئلة الشائعة عن التهاب وتر اكيلس

يتبادر إلى أذهان الأشخاص، وخاصةً الرياضيين عدّة تساؤلات حول إصابات وتر أكيلس وعلاجها، وفيما يلي نُجيب عن أكثر تلك التساؤلات شيوعًا.

ما هو علاج التهاب وتر اكيلس؟

مثلما ذكرنا مُسبقًا، يُمكن علاج التهاب وتر اكيلس عن طريق العلاجات التحفظية التي تشمل الراحة وتناول الأدوية وجلسات العلاج الطبيعي، أما إذا استمرت حدة الألم ولم تُجدِ تلك العلاجات نفعًا فقد يُوصى بالجراحة.

تُسهم الجراحة في علاج إصابة وتر أكيلس نهائيًا من خلال إزالة الجزء التالف من الوتر وخياطة الجزء المتبقي حتى يؤدي وظيفته كما ينبغي.

كم يستغرق علاج وتر أكيلس؟

تختلف مدة علاج التهاب وتر اكيلس من شخص لآخر تبعًا لشدة الأعراض التي يُعانيها ووقت ظهورها، وعامةً تستغرق تلك المدة بضعة أشهر حتى تختفي الأعراض تمامًا.

هل جراحة قطع وتر أكيلس خطيرة؟

يُعدّ علاج قطع وتر أكيلس بالجراحة آمنًا، ورُغم ذلك قد ينطوي على بعض المضاعفات النادرة، بما في ذلك الإصابة بالعدوى ومُعاناة آلام مزمنة لدى نحو 20-30% من المرضى.

وفي الختام، التهاب وتر اكيلس حالة طبية يُمكن التخلص منها بسهولة في حال علاجها مُبكرًا، أما إذا تركت بلا علاج فترات طويلة، فقد يؤدي الأمر إلى قطع الوتر وفقدانه القدرة على أداء وظيفته، ما يستدعي الخضوع للجراحة فورًا لإصلاحه.

للمزيد إقرآ أيضا

هل يمكن تقليل مدة التئام عظمة الساق؟

لضمان مستقبلك الرياضي.. احذر من أعراض الشد العضلي في الفخذ الخلفي