تصاب النساء بالتهاب المفاصل الروماتويدي بنسبة أكبر من الرجال، ورغم أن أعراض المرض تتشابه في الجنسين، قد نجدها عند النساء أكثر شراسة في فترات محددة من حياتها تتعلق إلى حد كبير بالتقلبات الهرمونية التي تمر بها.
لهذا انصب اهتمامنا في فقرات هذا المقال على الحديث عن أعراض الروماتويد عند النساء ومدى تأثرها بمستوى الهرمونات الأنثوية.
ما هو الروماتويد؟ ومَن هم الأكثر عرضة للإصابة؟
الروماتويد أو التهاب المفاصل الروماتويدي نوع من التهابات المفاصل تحدث بسبب مهاجمة الجهاز المناعي للأنسجة المبطنة لمفاصل الجسم، وقد يصل في مراحل متقدمة من هذا المرض إلى أجزاء حيوية مثل القلب والرئة مسببًا التهابات مزمنة بها.
وحتى الآن لم يتوصل العلماء إلى أسباب محددة للإصابة بالروماتويد، لكن اكتشف بعضهم وجود بعض عوامل الخطر المشتركة بين معظم المرضى، قد يكون لها دورًا في زيادة فرص إصابتهم بهذا المرض، لعل أهمها:
- العامل الوراثي.
- التدخين.
- الجنس الأنثوي، إذ رصدت الأبحاث أن النساء لديهن فرصة للإصابة بالروماتويد بمعدل 3 مرات أكثر من الرجال.
- السمنة.
- الاضطرابات الهرمونية.
إذ وجد أن هذه العوامل تتدخل بصورة أو بأخرى في طبيعة عمل الجهاز المناعي، ما يتسبب في حدوث اضطراب في تفرقته بين الميكروبات الضارة التي يجب عليه مهاجمتها وأجزاء الجسم الطبيعية، ليهاجم بذلك الأنسجة المبطنة للمفاصل في الجسم مسببًا ظهور أعراض مزعجة.
أعراض الروماتويد عند النساء
تظهر أعراض الروماتويد عند النساء في مختلف المراحل العمرية، ويسهل اكتشافها في الفئات العمرية ما بين 30-60 عامًا، إذ تشمل أكثر الأعراض شيوعًا بين السيدات ما يلي:
- آلام شديدة وتيبس المفاصل الصغيرة في الجسم، فقد تظهر أعراض الروماتويد في اليد أو الأصابع وغيرها.
- ألم متزايد في ساعات الصباح الباكرة يمتد أكثر من 30 دقيقة، ويصيب نفس المفصل على الجانب الآخر من الجسم.
- تورم واحمرار حول المفصل المصاب خاصة في المراحل المتقدمة من المرض.
- صعوبة تحريك المفاصل بسبب التورم والألم.
- ارتفاع درجة الحرارة وإعياء شديد.
أما عن الأعراض الأقل شيوعًا لالتهاب المفاصل الروماتويدي عند النساء، فتظهر في أجزاء أخرى من الجسم وأشهرها:
- ظهور كتل من الخلايا تحت سطح الجلد حول المرفقين أو المعصمين أو الركبتين.
- جفاف وتحسس شديد في العين والفم.
- ضعف في العضلات.
- التهابات مزمنة في القلب والرئة، ينتج عنها صعوبة التنفس وآلام الصدر.
- الاكتئاب وحدوث تغيرات في الإدراك.
- فقدان الوزن والإعياء الشديد.
ولقد وجدت بعض الدراسات اختلافًا في شدة الأعراض لديهن خلال مراحل معينة من حياتهن مثل الحمل والرضاعة.
هل حقًا تتحسن أعراض الروماتويد عند النساء في فترتي الحمل والرضاعة؟
بالطبع، فلقد رُصد عن بعض السيدات تحسن في أعراض الروماتويد خلال فترتي الحمل والرضاعة، وهذا يُفسر ما أثبتته الدراسة التي أُجريت عام 2017 بشأن العلاقة بين التقلبات الهرمونية وأعراض الروماتويد، والتي نصت على أن للهرمونات الأنثوية تأثيرًا مباشرًا في أعراض الروماتويد عند النساء، لذا دعونا نستعرض هذه العلاقة بمزيد من التفاصيل.
فترة الحمل والرضاعة وتأثيرها في أعراض الروماتويد عند النساء
رصدت الدراسات أن السيدات اللاتي مررن بأكثر من تجربة حمل ورضاعة طبيعية أقل عرضة للإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي عن غيرهن، كما أضافت دراسات أخرى أن النساء اللاتي حملِن مع الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي عانين من أعراض أقل حدة في أثناء شهور الحمل، وقد فُسرت هذه النتائج بأن للهرمونات الأنثوية خصائص تحمي من الإصابة بهذا المرض وتخفف من شدته.
ولا بد أنك تتساءلين الآن عزيزتي عن تأثير فترة انقطاع الطمث في أعراض الروماتويد، فهي تُعد أشهر فترات التقلبات الهرمونية لدى النساء.
أعراض الروماتويد عند النساء خلال فترة انقطاع الطمث
في دراسة أُجريت عام 2018 عن تأثير الانخفاض الكبير للهرمونات الأنثوية خلال فترة انقطاع الطمث في أعراض الروماتويد عند النساء، وجد أن معظم النساء عانين من أعراض أكثر شراسة خلال هذه الفترة، وهو ما يثبت دور الهرمونات الأنثوية في تخفيف أعراض المرض.
لهذا يجب على السيدات المصابات بالتهاب المفاصل الروماتويدي استشارة الطبيب المختص فور اقترابهن من سن انقطاع الطمث، وذلك لمعرفة الأسلوب المناسب للتعامل مع هجمات المرض الشرسة.
فحوصات هامة لاكتشاف التهاب المفاصل الروماتويدي
يعتمد طبيب العظام على مجموعة فحوصات هامة قبل أن يحيل المريضة إلى طبيب الروماتيزم، لعل أهمها:
- الفحص البدني للعظام والمفاصل.
- بعض الفحوصات التصويرية، مثل الأِشعة السينية للكشف عن أي تلف في العظام أو الأنسجة المحيطة إذا لزم الأمر.
- فحوصات الدم خاصة التي تبرهن على وجود أجسام مضادة معينة أو التهابات في الجسم.
تُفصح نتائج هذه الفحوصات عن أنسب الأساليب العلاجية لحالة المريضة التي يُسهم تطبيقها في تخفيف الهجمات الشرسة للمرض، ومساعدة المرضى على التعايش معه دون مضاعفات.
هل يمكن الشفاء من الروماتويد نهائيًا؟
مع الأسف يُعد مرض التهاب المفاصل الروماتويدي من الأمراض المناعية المزمنة التي لا يمكن للمريض الشفاء منها نهائيًا، ولكن يمكن التعايش معها بسهولة والتغلب على أعراضها من خلال تناول الأدوية المضادة للالتهاب والتورم، ومسكنات الألم، إضافة إلى تجنب أشهر العوامل التي تزيد من ضراوة أعراض هذا المرض، مثل التدخين والسمنة.
نهاية ننوه إلى أن التدخل المبكر لعلاج أعراض الروماتويد عند النساء، يضمن الوصول إلى خطة محكمة للتعايش مع المرض والتغلب على نوباته بكل سهولة بشرط الاستعانة بذوي الخبرة والمهارة في التعامل مع هذه الأمراض المزمنة.
ولمزيد من التفاصيل عن أمراض العظام والمفاصل التي تستدعي التدخل الجراحي، يمكنكم زيارة مدونة موقع الدكتور السيد غربية استشاري جراحة العظام والمفاصل وإصابات الملاعب.
أقرا كذلك عن
اسباب واعراض الروماتويد: كيف تنتبه إلى أعراض المرض المبكرة؟
المصادر: