أفضل وسائل علاج هشاشة العظام

يُمثّل الهيكل العظمي الدعامة الأساسية للجسم، فهو المسئول عن ثباته وشكله، ولكن مع التقدم في العمر أو نتيجة لعوامل صحية مختلفة، قد تبدأ العظام بفقدان كثافتها وقوتها تدريجيًا دون ظهور أعراض واضحة، وهذا تمامًا ما يحدث في هشاشة العظام.

ورغم أن هذا المرض يشيع بين كبار السن، يمكن أن يصيب الشباب، بل وحتى الأطفال في بعض الحالات، ومن هنا تظهر أهمية البدء في علاج هشاشة العظام المناسب.

في هذا المقال، نستعرض ما هو علاج هشاشة العظام، ونوضّح الفروقات في وسائل العلاج بين الشباب، والأطفال، وكبار السن، كما نسلط الضوء على أحدث الخيارات الطبية والغذائية والطبيعية المتاحة.

ما الهدف من علاج هشاشة العظام؟

لا يُعيد علاج هشاشة العظام العظام إلى صلابتها الأولى تمامًا، ولكنه يُعد خطوة أساسية لتحقيق الأهداف التالية:

  1. إبطاء فقدان الكثافة العظمية، والحدّ من التدهور المستمر في قوة العظام.
  2. تجنُّب خطر الكسور، خاصةً في المناطق المعرضة للإصابة مثل العمود الفقري والحوض.
  3. تحسين جودة الحياة، من خلال تخفيف الألم، وتعزيز القدرة على الحركة، ودعم الاستقلالية في ممارسة الأنشطة اليومية.

يمكنك قراءة المزيد عن : اسباب وجع مفصل الركبة

وسائل علاج هشاشة العظام

يعتمد علاج هشاشة العظام على خطة شاملة تشمل مزيجًا من التغذية السليمة، وتعديل نمط الحياة، والتمارين الرياضية المناسبة، والعلاج الدوائي، بالإضافة إلى علاج السبب الأساسي إن وُجد، خاصةً إذا كان مرتبطًا بمرض مزمن أو أدوية تُضعف العظام، وفي السطور القادمة نذكر وسائل العلاج بالتفصيل.

العلاج الغذائي

يُعد النظام الغذائي المتوازن جزءًا أساسيًا في معالجة هشاشة العظام، وتشمل العناصر الأساسية:

  • الكالسيوم، وهو عنصر أساسي لتكوين العظام، ويؤدي نقصه إلى سحب الكالسيوم من العظام، ما يسبب هشاشتها، ومن مصادره: الألبان قليلة الدسم والسردين والسلمون، والبروكلي والخضراوات الورقية، والأطعمة المدعّمة مثل حليب الصويا والعصائر والحبوب.
  • فيتامين D، الذي يُعزز امتصاص الكالسيوم من الأمعاء، ويُنتج طبيعيًا عند التعرض لأشعة الشمس، ويوجد أيضًا في الأسماك الدهنية وكبد البقر وصفار البيض، وبعض منتجات الحليب المدعّم.
  • البروتين والفواكه والخضروات، وهذه المصادر تُسهم في دعم صحة العظام، وتحدّ من الالتهابات المرتبطة بفقدان الكثافة العظمية.

نمط الحياة الصحي

يُعزّز اتباع نمط حياة صحي فعالية علاج هشاشة العظام، ويُساعد على تجنُّب المضاعفات، ومن أهم الإرشادات:

  • الإقلاع عن التدخين وتجنب التدخين السلبي.
  • الامتناع عن تناول الكحول.
  • إجراء فحوصات دورية لمراقبة كثافة العظام وتقييم الأدوية المؤثرة فيها.
  • تعديل بيئة المنزل للوقاية من السقوط، مثل تركيب مقابض دعم وإعادة ترتيب الأثاث لتفادي التعثر.

التمارين الرياضية

تؤدي التمارين الرياضية دورًا أساسيًا في علاج هشاشة العظام، لكن يُشترط أن تكون آمنة وتحت إشراف متخصص، ومن أبرز فوائدها:

  • تحسين التوازن وقوة العضلات، ما يحدّ من فرص السقوط والكسور.
  • دعم القدرة على أداء الأنشطة اليومية، والحفاظ على الاستقلال في الحركة.

ومن أمثلة التمارين الرياضية المناسبة، رفع الأوزان الخفيفة والمشي المنتظم، وتمارين التوازن والتمدد مثل اليوغا، ويُنصح دائمًا باستشارة أخصائي علاج طبيعي، لتصميم برنامج تمارين يناسب الحالة الصحية دون الضغط الزائد على العظام.

العلاج الدوائي

تُعد الأدوية جزءًا مهمًا في علاج هشاشة العظام، ويعتمد اختيار الدواء الأنسب على عدة عوامل مثل العمر والجنس وشدة الهشاشة والوضع الصحي العام، وتشمل هذه الأدوية:

  • البيسفوسفونات، مثل أليندرونات وريزيدرونات، والتي تُبطئ فقدان العظام وتحدّ من خطر الكسور.
  • دينوسوماب، ويُستخدم في حال عدم تحمّل البيسفوسفونات، ويُحقن كل ستة أشهر.
  • الكالسيتونين، ويُعطى للنساء بعد انقطاع الطمث.
  • معدّلات مستقبلات الإستروجين، وتُعزّز الكثافة العظمية لدى النساء بعد سن اليأس.
  • العلاج الهرموني بالإستروجين والبروجستين، ويُستخدم بحذر ولأوقات محدودة، مع مراقبة الأعراض الجانبية.
  • نظائر هرمون الغدة الجار درقية، وتُحفّز تكوين عظام جديدة، وتُستخدم في الحالات الشديدة.
  • مثبطات RANKL، وهي مخصصة لبعض مرضى السرطان أو الحالات المقاومة للعلاج.
  • مثبط السكليروستين، وهو دواء حديث يُحفّز بناء العظام ويُستخدم في الحالات المتقدمة.

يمكنك قراءة المزيد عن : سبب الم مفصل الفخذ

الفرق بين تطبيق علاج هشاشة العظام لدى الشباب والأطفال وكبار السن

بعد أن تعرفنا إلى هشاشة العظام وعلاجها، من المهم أن نُدرك أن خطة العلاج ليست واحدة لجميع المرضى، ففي حين تقوم المبادئ الأساسية على دعم كثافة العظام والوقاية من الكسور وتحسين جودة الحياة، فإن تطبيق هذه المبادئ يختلف كثيرًا بين الأطفال والشباب وكبار السن، وفي السطور القادمة نوضح أبرز الفروقات.

علاج هشاشة العظام عند الشباب

في سن الشباب، تكون هشاشة العظام غالبًا ثانوية، أي ناتجة عن سبب محدد مثل اضطرابات هرمونية، أو استخدام بعض الأدوية، أو سوء تغذية مزمن، وهنا يركّز الطبيب على تشخيص اسباب هشاشة العظام الأساسية بدقة والتعامل معها مباشرةً، ومع الالتزام بالخطة العلاجية، يمكن في معظم الحالات استعادة الكثافة العظمية، خاصةً إذا بدأ العلاج مبكرًا.

علاج هشاشة العظام عند الأطفال

تُعد هشاشة العظام عند الأطفال نادرة نسبيًا، وغالبًا ما ترتبط بحالات وراثية، أو بأمراض مزمنة مثل اضطرابات امتصاص الغذاء أو العلاج بالكورتيزون لفترات طويلة، وتكون الأولوية هنا في مراقبة النمو العظمي بدقة، وضبط جرعات المكملات لتناسب عمر الطفل وحالته، مع إشراف فريق متخصص، من أطباء الغدد الصماء والعظام للأطفال.

علاج مرض هشاشة العظام عند كبار السن

في هذه المرحلة، تختلف الأولويات تمامًا، فبدلًا من التركيز فقط على زيادة الكثافة، يصبح الهدف الرئيسي هو تعزيز التوازن والوقاية من السقوط، من خلال التمارين والعلاج الطبيعي، واختيار أدوية تناسب الحالة الصحية العامة، دون التداخل مع أمراض مزمنة أو أدوية أخرى.

 

ختامًا .. 

تؤثر هشاشة العظام مباشرةً في القدرة الحركية، وتزيد من خطر الكسور، وتُضعف الاستقلالية مع الوقت، لكن البدء في علاج هشاشة العظام في الوقت المناسب، وضمن خطة متكاملة، يصنع فرقًا حقيقيًا في جودة حياة المريض.

لا تتردد في التواصل وحجز استشارتك في عيادات غربية، لنُقدّم لك رعاية شاملة تبدأ من التشخيص الدقيق، ومرورًا بالعلاج المناسب لحالتك، وانتهاءً بمتابعة مستمرة تضمن أفضل النتائج.

يمكنك قراءة المزيد عن :

أهم 7 نصائح بعد عملية تغيير مفصل الركبة