إصابة الضفيرة العصبية العضدية عند حديثي الولادة

  • الرئيسية
  • إصابة الضفيرة العصبية العضدية عند حديثي الولادة

لا شك أن لحظات الولادة من التحديات الصعبة على كلًا من الأم والطبيب، إذ يحاول خلالها إخراج الجنين بسلامة دون أي إصابات، ولكن قد تظهر بعض الأحداث المفاجئة في أثناء الولادة تدفع الطبيب لاتخاذ إجراءات سريعة لإنقاذ حياة الجنين والأم، ما قد ينجم عنها بعض الإصابات وأشهرها إصابة الضفيرة العصبية أو ما يطلق عليه “ملخ الولادة”.

نناقش كافة التفاصيل المتعلقة بالضفيرة العصبية وإصاباتها عند حديثي الولادة من خلال فقرات هذا المقال. 

ما هي الضفيرة العصبية؟ وما أهميتها؟

الضفيرة العصبية عبارة عن شبكة من الأعصاب المنطلقة من الحبل الشوكي في منطقة الرقبة، وتتفرع هذه الأعصاب لتُغذي عضلات الكتف والذراع وصولًا إلى أصابع اليد، وهي مسؤولة عن الإحساس أيضًا.

إصابة الضفيرة العصبية العضدية عند حديثي الولادة

إصابة الضفيرة العصبية العضدية هي عبارة عن شلل يصيب الأعصاب الموجودة في الكتف أو الذراع، ويُفقدها وظيفتها الحسية والحركية، وذلك نتيجة شد أو تمزق أو قطع تلك الأعصاب سواء من ناحية الحبل الشوكي أو من ناحية الذراع.

قد تظهر بعض العلامات الدالة على هذه الإصابة على الطفل بعد الولادة مباشرة، وأبرزها:

  • ارتخاء في الكتف والذراع وعدم القدرة على تحريكمها بعيدًا عن الجسم.
  • ظهور يد الطفل في وضعية غريبة، إذ يكون كف اليد مثنى نحو الخارج، وتلتف أصابع اليد في نفس الاتجاه.

وعادة تظهر إصابة الضفيرة العصبية في فئات معينة من حديثي الولادة دون غيرهم، أشهرهم:

  • زيادة وزن الطفل عن الطبيعي.
  • الطفل ذو الأكتاف العريضة، الذي لا يتناسب حجمها مع حجم عظام الحوض لدى الأم.
  • وضعية الطفل غير المناسبة للولادة الطبيعية، ما اضطر الطبيب إلى شده أو إزاحة الرقبة قليلًا ليتسنى له تعديل وضع الطفل، ما يؤدي إلى زيادة تمدد الضفيرة العصبية وإصابتها.  

لذلك يتوجب على الطبيب تقدير هذه الأمور بدقة قبل موعد الولادة، تفاديًا لتعرض الأم والجنين إلى مخاطر الولادة المتعسرة، وأشهرها نقص الأكسجين عند الولادة وإصابة الضفيرة العصبية.

ولعلك تتساءلين الآن هل إصابة الضفيرة العصبية تُشير إلى أن حياة الطفل في خطر؟

هل إصابة الضفيرة العصبية الخطيرة 

لا توجد خطورة من إصابة الضفيرة العصبية على حياة الطفل، ولكنها قد تُعيقه عن ممارسة حياته طبيعيًا في المستقبل كغيره من الأطفال.

ويترتب عن تأخر خضوع الطفل للعلاج المناسب لإصابة الضفيرة العصبية حدوث تيبس في عضلات الكتف والذراع وعدم القدرة على تحريكهما، وقد ينتج عن ثبات وضعية يد الطفل على هذا النحو فترة طويلة حدوث تشوهات في عظام الكتف واليد.

لذلك تُعد إصابة الضفيرة العصبية من الحالات التي تستدعي الخضوع للعلاج في الأسابيع الأولى من حياة الطفل.

علاج إصابة الضفيرة العصبية… تدخلات عدة تُناسب حجم الإصابة مهما بلغت

يُشخص الطبيب نوع وحجم الإصابة لدى الرضيع فور ولادته عن طريق الفحص البدني وتخطيط كهربية العضلات، وعلى هذا الأساس يرسم الخطة العلاجية المناسبة لكل رضيع.

  • دور العلاج الطبيعي في شفاء إصابات الضفيرة العصبية

لحسن الحظ، قد ُشفىت بعض إصابات الضفيرة العصبية من تلقاء نفسها دون الحاجة إلى تدخل مباشر من الطبيب، وذلك بشرط التزام الأهل بالتمارين التي يوصي بها الطبيب بداية من الأسبوع الثالث في حياة الطفل.

وتكمن فائدة هذه التمارين في الحفاظ على مرونة العضلات ومنع تيبس مفصلي الكتف والذراع، وفي بعض الحالات قد يلجأ الأطباء إلى تجبير يد الطفل في الاتجاه الصحيح منعًا لانحنائها إلى الخارج مرة أخرى.

من المتوقع أن تتحسن حالة الرضيع على العلاج الطبيعي والتمارين في غضون 3-4 شهور منذ بداية العلاج.

أما بالنسبة للأطفال الذين لم يُبدوا استجابة ملحوظة لأساليب العلاج التقليدية، يكون التدخل الجراحي إجراءًا ضروريًا لمنحهم حياة طبيعية.

  • جراحات إصلاح إصابات الضفيرة العصبية

تنقسم جراحات الضفيرة العصبية إلى شقين أساسيين حسب نوع وحجم الإصابة لدى الرضيع، وهما:

جراحات إصلاح الأعصاب:

تندرج تحت جراحات إصلاح الأعصاب عمليتي توصيل العصب، وعملية ترقيع العصب وذلك في الحالات التي أصيبت بتمزق أو قطع في أحد أعصاب الضفيرة العصبية.

جراحات نقل العضلات:

بالنسبة للحالات المتقدمة والتي أصيب فيها بعض عضلات الكتف والذراع بالتيبس، قد يلجأ الأطباء إلى نقل بعض الأوتار أو العضلات من مكان آخر مثل الساق إلى الكتف والذراع وذلك لاستعادة التوازن الحركي فيهما.

 

ملحوظة هامة: قد تستدعي بعض الحالات تدخل جراح عظام الأطفال لإصلاح تشوهات العظام وإعادة تشكيلها بصورة طبيعية مرة أخرى.

عادة لا تظهر النتائج النهائية لتلك الجراحات بعد الجراحة مباشرة، فقد يستغرق الجسم بعض الوقت للتكيف مع التغيرات الحادثة في الذراع واستعادة مرونة الحركة.

هل نجوتِ من ولادة دامت ساعات طويلة تكبدت فيها عناء آلام المخاض؟!،نُهنئك على تجاوز هذه اللحظات الصعبة بسلامة، وننصحك بطلب المساعدة الطبية للاطمئنان على صحة طفلك؛ فكثيرًا ما يُعاني الأطفال إصابات متعددة عقب الولادات المتعسرة. 

وخير من يمكنك اللجوء إليه الدكتور محمد مصطفى حسني -استشاري جراحة عظام الأطفال-.